صحيح كتاب المنامات للحافظ ابن أبي الدنيا (281هـ)
صحيح كتاب المنامات للحافظ ابن أبي الدنيا (281هـ)
مُقَدِّمَةِ المُعْتَنِي
﷽
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
«كتاب المنامات»
للحافظ ابن أبي الدنيا جمع الروايات في المنامات، فحققه مجدي فتحي السيد إبراهيم
المصري بطبعة مكتبة القرآن بمصر، ثم قمت باختصاره على تجرد الصحيح منه نقلا عن
المحقق، فجزاهما الله خيرا.
قال ابن حجر في
ابن أبي الدنيا: «صدوق حافظ صاحب تصانيف».
التبويب من
المحقق، وإن لم يناسب فمنّي.
المعتني: نور
كاندير الجيباري
سورابايا – إندونيسيا في
1446هـ أو 2025م
﷽
قَالَ الحَافِظُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا (ت281هـ):
عَرْضُ أَعْمَالِ الْأَحْيَاءِ عَلَى الْأَمْوَاتِ
1- عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: «تُعْرَضُ أَعْمَالُكُمْ
عَلَى الْمَوْتَى، فَإِنْ رَأَوْا حَسَنًا فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا وَقَالُوا: اللَّهُمَّ
هَذِهِ نِعْمَتُكَ عَلَى عَبْدِكَ فَأَتِمَّهَا عَلَيْهِ، وَإِنْ رَأَوْا سُوءًا
قَالُوا: اللَّهُمَّ رَاجِعْ بِهِ» [حسن]
2- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،
كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى مَوْتَاكُمْ فَيُسَرُّونَ وَيُسَاءُونَ»
وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ
بِكَ أَنْ أَعْمَلَ عَمَلًا يُخْزَى بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ» [حسن والأثر صحيح]
مِنْ أَحْوَالِ الرُّوحِ بَعْدَ خُرُوجِهَا
3- قَالَ حُذَيْفَةُ:
«الرُّوحُ بِيَدِ مَلَكٍ، وَإِنَّ الْجَسَدَ لَيُغَسَّلُ، وَإِنَّ الْمَلَكَ لَيَمْشِي
مَعَهُ إِلَى الْقَبْرِ، فَإِذَا سُوِّيَ عَلَيْهِ سَلَكَ فِيهِ فَذَلِكَ حَتَّى يُخَاطَبَ»
[حسن]
4- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: «الرُّوحُ بِيَدِ مَلَكٍ يَمْشِي مَعَ الْجِنَازَةِ يَقُولُ:
اسْمَعْ مَا يُقَالُ لَكَ، فَإِذَا بَلَغَ حُفْرَتَهُ دَفَنَهُ مَعَهُ» [حسن]
يَلْقَى الْأَمْوَاتُ الْأَحْيَاءَ
5- عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: الْتَقَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ،
فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: «إِنْ مُتَّ قَبْلِي فَالْقَنِي فَأَخْبِرْنِي مَا
لَقِيتَ مِنْ رَبِّكَ، وَإِنْ مِتُّ قَبْلَكَ لَقِيتُكَ فَأَخْبَرْتُكَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا
لِلْآخَرِ: وَهَلْ يَلْقَى الْأَمْوَاتُ الْأَحْيَاءَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَرْوَاحُهُمْ
فِي الْجَنَّةِ تَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَتْ، قَالَ: فَمَاتَ فُلَانٌ فَلَقِيَهُ فِي الْمَنَامِ
فَقَالَ: تَوَكَّلْ وَأَبْشِرْ، فَلَمْ أَرَ مِثْلَ التَّوَكُّلِ قَطُّ» [صحيح]
هَذَا أَوَانُ فَرَاغِي
6- عَنِ الْعَبَّاسِ،
قَالَ: «كُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ أَرَى عُمَرَ فِي الْمَنَامِ فَمَا رَأَيْتُهُ إِلَّا
عِنْدَ قُرْبِ الْحَوْلِ، فَرَأَيْتُهُ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
هَذَا أَوَانُ فَرَاغِي، وَإِنْ كَادَ عَرْشُ رَبِّي لِيُهَدُّ لَوْلَا أَنْ لَقِيتُ
رَءُوفًا رَحِيمًا» [حسن والأثر صحيح]
جَزَاءُ الْقَائِمِ بِالْقُرْآنِ
7- عَنْ عَوْفِ بْنِ
مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَتَيْتُ بُرْجًا
أَخْضَرَ، فِيهِ قُبَّةٌ مِنْ أَدَمٍ، حَوْلُهَا غَنَمٌ رُبْضٌ يَحْثُو وَيَتْعَرُ،
قُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَانْتَظَرْتُهُ
حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْقُبَّةِ، قَالَ: يَا عَوْفُ بْنَ مَالِكٍ، هَذَا لِقِيَامِكَ
لِلَّهِ بِالْقُرْآنِ، وَلَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَرَأَيْتَ مَا
لَمْ تَرَ عَيْنُكَ، وَلَسَمِعْتَ مَا لَمْ تَسْمَعْ أُذُنُكَ، وَلَمْ يَخْطِرْ عَلَى
قَلْبِكَ، أَعَدَّهُ اللَّهُ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ لِأَنَّهُ كَانَ يَدْفَعُ الدُّنْيَا
بِالرَّاحَتَيْنِ» [حسن]
أَيُّنَا مَاتَ فَلْيَتَرَاءَى لِصَاحِبِهِ
8- عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ، أَنَّ صَعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ وَعَوْفَ بْنَ مَالِكٍ كَانَا مُتَوَاخِيَيْنِ،
قَالَ صَعْبٌ لِعَوْفٍ: أَيْ أَخِي أَيُّنَا مَاتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ فَلْيَتَرَاءَى
لَهُ، قَالَ: أَوَيَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَاتَ صَعْبٌ فَرَآهُ عَوْفٌ فِيمَا
يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ أَتَاهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَيْ أَخِي مَا فُعِلَ بِكُمْ؟
قَالَ: غُفِرَ لَنَا بَعْدَ الْمَصَائِبِ، قَالَ: وَرَأَيْتُ لُمْعَةً سَوْدَاءَ فِي
عُنُقِهِ فَقُلْتُ: أَيْ أَخِي مَا هَذَا؟ قَالَ: عَشَرَةُ دَنَانِيرَ اسْتَلَفْتُهَا
مِنْ فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ فَهِيَ فِي قَرْنِي فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ، وَاعْلَمْ أَخِي
أَنَّهُ لَمْ يَحْدُثْ فِي أَهْلِي حَدَثٌ بَعْدِي إِلَّا قَدْ لَحِقَ بِي خَبَرُهُ،
حَتَّى هِرَّةٌ لَنَا مَاتَتْ مُنْذُ أَيَّامٍ، وَأَعْلَمُ أَنَّ ابْنَتِي تَمُوتُ
إِلَى سِتَّةِ أَيَّامٍ، فَاسْتَوْصُوا بِهَا مَعْرُوفًا، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ
قُلْتُ: إِنَّ فِي هَذَا لَمَعْلَمًا، فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ، فَقَالُوا: مَرْحَبًا بِعَوْفٍ،
هَكَذَا تَصْنَعُونَ بِتَرِكَةِ إِخْوَانِكُمْ، لَمْ تَقْرَبْنَا مُنْذُ مَاتَ صَعْبٌ،
قَالَ: فَاعْتَلَلْتُ بِمَا يَعْتَلُّ بِهِ النَّاسُ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْقَرْنِ فَأَنْزَلْتُهُ
فَانْتَشَلْتُ مَا فِيهِ، فَبَدَرْتُ الصُّرَّةَ الَّتِي فِيهَا الدَّنَانِيرُ، فَبَعَثْتُ
إِلَى الْيَهُودِيِّ فَجَاءَ، فَقُلْتُ: هَلْ كَانَ لَكَ عَلَى صَعْبٍ شَيْءٌ؟ قَالَ:
رَحِمَ اللَّهُ صَعْبًا، كَانَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، هِيَ لَهُ، قُلْتُ:
لِتُخْبِرْنِي، قَالَ: نَعَمْ، أَسْلَفْتَهُ عَشَرَةَ دَنَانِيرَ، فَنَبَذْتُهَا إِلَيْهِ،
فَقَالَ: هِيَ وَاللَّهِ بِأَعْيَانِهَا، قَالَ: قُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ، قَالَ:
قُلْتُ: هَلْ حَدَثَ فِيكُمْ حَدَثٌ مُنْذُ مَوْتِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، حَدَثَ فِينَا
كَذَا، حَدَثَ فِينَا كَذَا، فَقُلْتُ: اذْكُرُوا، قَالُوا: نَعَمْ، هِرَّةٌ مَاتَتْ
لَنَا مُنْذُ أَيَّامٍ، قُلْتُ: هَاتَانِ ثِنْتَانِ، قُلْتُ: أَيْنَ ابْنَةُ أَخِي،
فَقَالُوا: تَلْعَبُ، فَأَتَيْتُ بِهَا فَمَسَسْتُهَا فَإِذَا هِيَ مَحْمُومَةٌ، قُلْتُ:
اسْتَوْصُوا بِهَا خَيْرًا، قَالَ: فَمَاتَتْ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ» [صحيح]
اسْتَرَحْتُ مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا
9- عَنْ أَبِي خَالِدٍ
الْأَحْمَرِ، قَالَ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ بَعْدَمَا مَاتَ فَقُلْتُ: أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ حَالُكَ؟ قَالَ: خَيْرُ حَالٍ، اسْتَرَحْتُ مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا،
وَأَفْضَيْتُ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ» [حسن]
أَقْلِلْ
مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ
10- عَنْ سُفْيَانَ
بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: «رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ
مَائِلٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقْلِلْ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ» [صحيح]
فَرَسِي
أُدْخِلَتْ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ
11- عَنْ أَبِي قَبِيلٍ،
قَالَ: «كُنْتُ فِي رِبَاطٍ فَنَفَقَتْ لِي فَرَسُ ابْنِي، فَأَقَمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ
سِنِينَ ثُمَّ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ أُتِيَ بِي إِلَى مِيزَانِي، فَأُدْخِلْتُ
فِي كِفَّةٍ فَتَثَاقَلَ بِي الْمِيزَانُ فَكُتِبَ أُجْرِيَ فَإِذَا فَرَسِي بِعَيْنِهِ
أَعْرِفُهَا أُدْخِلَتْ مَعِي فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ فَرَجَحَتْ» [حسن]
نِعْمَ
الرَّجُلُ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ
12- عَنْ نَافِعٍ،
قَالَ: «رَأَى ابْنُ عُمَرَ، أَنَّهُ قَدْ ذُهِبَ بِهِ فَتَلَقَّاهُ مَلَكٌ فَقَالَ:
لَنْ تُرَاعَ، دَعْهُ، نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ
نَافِعٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُطِيلُ الصَّلَاةَ بِاللَّيْلِ» [حسن والحديث صحيح]
13- عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
قَالَ: «رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ انْطُلِقَ بِي إِلَى النَّارِ فَرَأَيْتُ
جَهَنَّمَ لَهَا قُرُونٌ كَقُرُونِ الْبَقَرِ، وَرَأَيْتُ رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ
أَعْرِفُهُمْ» [صحيح]
أَصْبَحَ مِنْ سُكَّانِ الْجَنَّةِ
14- عَنْ مَهْدِيِّ
بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ لَيْلَةَ مَاتَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ كَأَنَّ مُنَادِيًا
يُنَادِي: أَلَا إِنَّ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ أَصْبَحَ مِنْ سُكَّانِ الْجَنَّةِ» [حسن]
15- عَنْ مَهْدِيِّ
بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ لَيْلَةَ مَاتَ بُدَيْلٌ الْعُقَيْلِيُّ كَأَنَّ
قَائِلًا يَقُولُ: أَلَا إِنَّ بُدَيْلًا الْعُقَيْلِيَّ أَصْبَحَ مِنْ سُكَّانِ الْجَنَّةِ»
[حسن]
الدُّنْيَا فِي الْمَنَامَاتِ
16- عَنْ هِشَامٍ،
عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَجُوزًا عَمْشَاءَ مُتَعَلِّقَةً
بِي فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكِ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَا يُعِيذُكَ
مِنْ شَرِّيَ حَتَّى تَتْرُكَ الدِّرْهَمَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ:
أَنَا الدُّنْيَا. قَالَ هِشَامٌ: «فَشَدَّتْ
بَعْضَ مَا فِي يَدَيْهِ» [حسن]
17- عَنْ سُفْيَانَ،
قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: «رَأَيْتُ الدُّنْيَا عَجُوزًا مُشَوَّهَةً
شَمْطَاءَ» [صحيح]
افْطِرْ عِنْدَنَا
18- عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ فُضَيْلٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي النَّوْمِ وَهُوَ
يَقُولُ: زُورُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَوْنٍ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ، أَوْ أَنَّهُ
يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» [حسن]
19- عَنْ رَقَبَةَ
بْنِ مَصْقَلَةَ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي النَّوْمِ فَقَرَأْتُ
عَلَيْهِ: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَّنَّا قَالَ: لَا تَقُلْ قَالَتِ الْأَعْرَابُ
آمَّنَّا، قُلْ: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا} [الحجرات: 14] [حسن]
غَفَرَ اللَّهُ لَكَ
20- عَنْ سُفْيَانَ،
قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الْبَصَلِ وَالثُّومِ؟ قَالَ: الْمَلَائِكَةَ
تَتَأَذَّى بِهِمَا» [صحيح]
مِنْ رُؤْيَا عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
21- عَنْ أَبِي هَاشِمٍ،
صَاحِبِ الرُّمَّانِ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي الْمَنَامِ وَبَنُو
هَاشِمٍ تَشْكُوا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ قَالَ: «فَأَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟»
[حسن]
22- عَنْ أَبِي هَاشِمٍ،
أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي الْمَنَامِ وَأَبُو
بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَأَقْبَلَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ
وَأَنْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ جَالِسٌ فَقَالَ لَكَ: «يَا عُمَرُ إِذَا عَمِلْتَ فَاعْمَلْ
بِعَمَلِ كُلٍّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ». فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بِاللَّهِ:
أَرَأَيْتَ هَذِهِ الرُّؤْيَا؟ فَحَلَفَ، فَبَكَى عُمَرُ. [حسن]
23- عَنْ عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ جَالِسَانِ عِنْدَهُ، فَسَلَّمْتُ
عَلَيْهِ وَجَلَسْتُ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ أُتِيَ بِعَلِيٍّ، وَمُعَاوِيَةَ
فَأُدْخِلَا بَيْتًا وَأُجِيفَ عَلَيْهِمَا الْبَابُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِمَا،
فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ أَنْ خَرَجَ عَلِيٌّ وَهُوَ يَقُولُ: قُضِيَ لِي وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ، وَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ أَنْ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى إِثْرِهِ وَهُوَ
يَقُولُ: غُفِرَ لِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» [حسن]
دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ فِي الْمَنَامِ
24- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي النَّوْمِ أَشْعَثَ
أَغْبَرَ بِيَدِهِ قَارُورَتَانِ فِيهِمَا دَمٌ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا
هَذَا؟ فَقَالَ: «دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ
الْيَوْمَ»، قَالَ: فَنَظَرُوا فَإِذَا الْحُسَيْنُ قَدْ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.
[حسن]
قُولُوا
لَهُ: أَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ
25- عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ الرَّبِيعِ أَبِي حَمْزَةَ الْعَطَّارِ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْحَسَنِ،
إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا
يَرَى النَّائِمُ النَّبِيَّ ﷺ مِمَّا يَلِي مَرْجِيَّةَ
بَنِي سُلَيْمٍ فِي أُنَاسٍ وَعَلَيْكَ جُبَّةٌ مِنْ بُرُودٍ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، هَذَا الْحَسَنُ مُقْبِلٌ، قَالَ: «قُولُوا لَهُ:
أَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ»، فَدَمَعَتْ عَيْنُ الْحَسَنِ، وَقَالَ:
أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، لَيْسَ لِلشَّيْطَانِ
أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي» [حسن والحديث متفق
عليه]
مَوْتُ التَّقِيِّ حَيَاةٌ
26- عَنْ أَبِي بَكْرٍ
الْخَيَّاطِ، قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّيَ دَخَلْتُ الْمَقَابِرَ فَإِذَا أَهْلُ الْقُبُورِ
جُلُوسٌ عَلَى قُبُورِهِمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمُ الرَّيْحَانُ، وَإِذَا أَنَا بِمَعْرُوفِ
بْنِ أَبِي مَحْفُوظٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ يَذْهَبُ وَيَجِيءُ، فَقُلْتُ: أَبَا مَحْفُوظٍ
مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ أَلَسْتَ قَدْ مُتَّ؟ قَالَ: بَلَى، ثُمَّ قَالَ:
[البحر
البسيط]
مَوْتُ التَّقِيِّ
حَيَاةٌ لَا نَفَادَ لَهَا ... قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَحْيَاءُ [حسن]
لِقَاءٌ بَعْدَ الْمَوْتِ
27- عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ،
قَالَ: عَادَ عَبْدُ الْأَعْلَى ابْنَ عَدِيِّ بْنِ أَبِي بِلَالٍ الْخُزَاعِيَّ، فَقَالَ
لَهُ عَبْدُ الْأَعْلَى: أَقْرِئْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنِّي السَّلَامَ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْقَانِيَ فَتُعْلِمَنِي ذَلِكَ، وَكَانَتْ
أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ أُخْتُ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ تَحْتَ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ فَرَأَتْهُ
فِي مَنَامِهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَتِي بَعْدَ
ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لَاحَقَتْنِي فَهَلْ تَعْرِفِينَ عَبْدَ الْأَعْلَى وَلَمْ يَكُنْ
يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقَضَاءِ، فَقَالَتْ لَا، قَالَ: فَسَلِي عَنْهُ ثُمَّ أَخْبِرِيهِ
أَنِّي قَدْ أَقْرَأْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِنْهُ السَّلَامَ
فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَأَخْبَرَتْ أَخَاهَا أَبَا الزَّاهِرِيَّةِ بِذَلِكَ،
فَأَبْلَغَهُ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَتَّى سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهَا
فَبَكَى [حسن]
الوَصِيَّةُ بِتَحْسِينِ الْكَفَنِ
28- عَنْ أَبِي قَتَادَةَ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ H: «إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ،
فَإِنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ» [حسن
الإسناد والحديث صحيح]
أَقْرِئْ مِنِّي السَّلَامَ
29- عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَمُوتُ
فَقُلْتُ: أَقْرِئْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِنِّي السَّلَامَ»
[صحيح]
صِنْفَانِ لَا تُجَالِسُوهُمَا
30- عَنْ غَالِبٍ
الْقَطَّانِ، قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ فِي الْمَنَامِ وَعَلَيْهِ نَحْوٌ
مِنْ ثِيَابِهِ فِي مَسْجِدِهِ وَهُوَ يَقُولُ: صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ لَا تُجَالِسُوهُمَا:
صَاحِبُ دُنْيَا مُتْرَفٌ فِيهَا وَصَاحِبُ بِدْعَةٍ قَدْ غَلَا فِيهَا، ثُمَّ قَالَ:
وَحَدَّثَني هَذَا الْحَدِيثَ حَكِيمٌ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ جُلَسَائِهِ يُقَالُ لَهُ
حَكِيمٌ، فَكَأَنَّهُ مَعَنَا فِي الْحَلْقَةِ فَقُلْتُ: يَا حَكِيمُ أَنْتَ حَدَّثْتَ
مَالِكًا بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: عَمَّنْ ذَاكَ قَالَ: عَنِ الْمَقَابِعِ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ [حسن]
دَعِ الشَّيْئَيْنِ
31- عَنْ سَعِيدِ
بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَ غَالِبٌ الْقَطَّانُ، يَدْعُو: اللَّهُمَّ الشَّيْءَ الَّذِي
لَا يَضُرُّكُ وَيَنْفَعُنَا أَصِبْنَا بِهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ قَائِلًا
يَقُولُ: «الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَضُرُّكُ وَلَا يَنْفَعُكَ فَدَعْهُ» [صحيح]
التَّبَرُّجُ وَالجُمُعَةُ
32- عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، قَالَ: رَأَى رَجُلٌ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ النَّاسَ قَدْ عُرِضُوا
عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَجِيءَ بِامْرَأَةٍ عَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ، فَاحْتَجَبَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا، وَجِيءَ بِرَجُلٍ فَقَالَ: «خَلُّوا عَنْهُ فَإِنَّهُ
كَانَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمُبَكِّرِينَ إِلَى الْجُمُعَاتِ» [حسن]
وُفِّيتُ عَمَلِي
33- عَنْ عُتْبَةِ
بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَقِيتُ عَمَّتِي فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: لَهَا
كَيْفَ أَنْتِ يَا عَمَّةُ؟ قَالَتْ: أَنَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي بِخَيْرٍ، وَقَدْ
وُفِّيتُ عَمَلِي حَتَّى أُعْطِيتُ ثَوَابَ أَخْلَاطٍ أَطْعَمْتُهُ، قَالَ: خَلْطُ
اللَّبَنِ بِالْبَقْلِ [حسن]
أَفْضَلُ الأَعْمَالِ
34- عَنْ خَالِدِ
بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ أَبِي حَفْصٍ أَبَا سَعِيدِ بْنَ عَامِرٍ
فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: خَيْرًا، قُلْتُ: أَيَّ الْعَمَلِ وَجَدْتَ
أَفْضَلَ؟ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [إسناده لا بأس به]
الْمُعْتَمِرُ فِي الرُّؤْيَةِ
35- عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ، قَالَ: رَأَيْتُ خَالِدًا بَعْدَ مَوْتِهِ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ:
خَيْرًا، قُلْتُ: تَرْجُو لِلْخَاطِئِ شَيْئًا؟ قَالَ: تُلْتَمَسُ عِلْمَ تَسْبِيحَاتِ
الْمُعْتَمِرِ، نِعْمَ الشَّيْءُ [حسن]
مِنْ كَرَامَاتِ اللَّهِ لِلْصَالِحِينَ
36- عَنِ الْمُثَنَّى
بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ الْبَصْرَةَ أَتَاهَا
رَجُلٌ فَقَالَ: أَنْتِ عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: إِنِّي
رَأَيْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ: قُلْ لِعَائِشَةَ حَتَّى تُحَوِّلَنِي
مِنْ هَذَا الْمَكَانِ فَإِنَّ الْبَرْدَ قَدْ آذَانِي، فَرَكِبَتْ فِي مَوَالِيهَا
وَحَشَمِهَا فَضَرَبُوا عَلَيْهِ بِنَاءً وَاسْتَثَارُوا فَلَمْ يَتَغَيَّرْ إِلَّا
شُعَيْرَاتٍ فِي إِحْدَى شَقِيِّ لِحْيَتِهِ أَوْ قَالَ: رَأْسِهِ حَتَّى حُوِّلَ إِلَى
مَوْضِعِهِ هَذَا، وَكَانَ بَيْنَهُمَا بِضْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً [حسن]
صِفَاتُ أَشْبَاهِ الْيَهُودِ
37- عَنْ فَرْقَدٍ
السَّبَخِيِّ، قَالَ: أَتَانِي فِي لَيْلَةٍ آتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَأَنَّ مُنَادِيًا
يَقُولُ: يَا أَشْبَاهَ الْيَهُودِ الَّذِينَ إِذَا ابْتُلُوا لَمْ يَصْبِرُوا، وَإِذَا
أُعْطُوا لَمْ يَشْكُرُوا أَيُّ خَيْرٍ فِيكُمْ بَعْدَ الْعَذَابِ [ضعيف والأثر حسن]
38- عَنْ سَيَّارٍ،
قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى بَعْضِ الْعُلَمَاءِ فَانْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَرَأَيْتُ
فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ: قَوْلُهُمْ شِفَاءٌ يُبْرِئُ الدَّاءَ، وَأَعْمَالُهُمْ
دَاءٌ لَا يُبْرِئُهُ الدَّوَاءُ [حسن]
39- عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
الْبَصْرِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي مَنَامِي رَجُلًا يَقُولُ: «ابْتَعِدْ عَنِ الْمَثَالِبِ
وَاجْهَدْ أَنَّ تُنْسَبَ لِنَفْسِكَ الْمَنَاقِبُ، ارْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ وَانْظُرْ
مَا سُتِرَ عَلَيْكَ» [حسن]
40- عَنْ مُحَمَّدٍ
[ابْنِ المُفَضَّلِ]، قَالَ: رَأَيْتُ
مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا كَثِيرٍ مَا فَعَلَ بِكَ
رَبُّكَ؟ قَالَ: خَيْرًا، قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: قَالَ: بِمَا كُنْتَ تُحَبِّبُنِي
إِلَى عِبَادِي [حسن والأثر صحيح]
يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ مَعَ الْحُورِ الْعِينِ
41- عَنِ الْأَصْمَعِيِّ،
قَالَ: رَأَيْتُ أَحَدَ الْبَصْرِيِّينَ مِنْ أَصْحَابِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَقَدْ
مَاتَ فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ يُونُسَ الطَّبِيبِ،
قُلْتُ: مَنْ يُونُسُ الطَّبِيبُ؟ قَالَ: الْفَقِيهُ اللَّبِيبُ، قُلْتُ: ابْنُ عُبَيْدٍ؟
قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي مَجَالِسَ الْأُرْجُوَانِ مَعَ الْحُورِ
الْعِينِ وَالْأَبْكَارِ قَرَّتْ عَيْنَاهُ بِصِحَّةِ تَقْوَاهُ [حسن]
42- عَنْ طَاوُوسٍ،
قَالَ: مَا مِنْ دِرْهَمٍ يُعْدَلُ إِلَيَّ مِنْ دِرْهَمٍ فِي يَدَيْهِ قَالَ: وَذَكَرَ
أَنَّ رَجُلًا قَالَ: أَهْدَيْتُ بَدَنَةً عَجْفَاءَ فَرَأَيْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ
[...]([1]) بُدْنُهُمْ
وَرَأَيْتُنِي عَلَى يَدِي، فَكَانَ النَّاسُ يَمُرُّونَ فَيَطَؤُنِي وَرَكِبْتُ كُلَّمَا
حَرَّكَتْهَا رَغْبَةٌ لِي [صحيح]
فِي السَّمَاءِ تَمَارِيدُ
43- عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيِّ، قَالَ: «رَأَيْتُ الضَّحَّاكَ
بْنَ عُثْمَانَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟
قَالَ: فِي السَّمَاءِ تَمَارِيدُ، مَنْ قَالَ: لَا إِلَهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَلَّقَ
بِهَا، وَمَنْ لَمْ يَقُلْهَا هَوَى» [حسن]
الْمَعْرِفَةُ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ
44- عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِمْرَانَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ فَاضِلًا وَمَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ، فَأُرِيتُهُ
فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: أَيَّ الْأَعْمَالِ وَجَدْتَ أَفْضَلَ؟ قَالَ: الْمَعْرِفَةُ،
قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ حَدَّثَنَا أَوْ أَخْبَرَنَا؟ قَالَ:
فَقَالَ: إِنِّي أَبْغَضُ الْمُبَاهَاةَ» [حسن]
الِاسْتِعَاذَةُ مِنَ الْفِتْنَةِ
45- عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: «قَامَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ،
وَذَلِكِ حِينَ سَعَى النَّاسُ فِي الطَّعْنِ عَلَى عُثْمَانَ، فَصَلَّى مِنَ
اللَّيْلِ ثُمَّ نَامَ، فَأُرِيَ فِي مَنَامِهِ فَقِيلَ لَهُ: قُمْ فَاسْأَلِ اللَّهَ
أَنْ يُعِيذَكَ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي أَعَاذَ مِنْهَا صَالِحَ عِبَادِهِ، فَقَامَ
فَصَلَّى ثُمَّ اشْتَكَى فَمَا خَرَجَ قَطُّ إِلَّا جِنَازَةً» [صحيح]
عِظَةٌ فِي الْمَنَامِ
46- عَنْ جَرِيرٍ،
قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي الْمَنَامِ فَأَخَذَ
بِيَدِي فَقُلْتُ: رَسُولَ اللَّهِ أَكُنْتَ أَوْصَيْتَ النَّاسَ بِأَهْلِكَ؟ قَالَ:
نَعَمْ، قُلْتُ: هَلْ أَوْصَيْتَ أَهْلَكَ بِالنَّاسِ؟ قَالَ: نَعَمْ»
[حسن]
جَزَاءُ مَنْ يَشْتِمُ الشَّيْخَيْنِ
47- عَنْ أَبِي بَكْرٍ
الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ: «مَاتَ رَجُلٌ كَانَ يَشْتِمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيَرَى رَأْيَ جَهْمٍ:
فَأُرِيَهُ رَجُلٌ فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ عُرْيَانٌ عَلَى رَأْسِهِ خَرَقٌ سَوْدَاءُ
وَعَلَى عَوْرَتِهِ أُخْرَى، فَقَالَ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: جَعَلَنِي مَعَ
بَكْرٍ الْقَيْسِيِّ وَعَوْنِ بْنِ الْأَعْسَرِ، وَهُمَا نَصْرَانِيَّانِ» [صحيح]
مَا رُوِيَ مِنَ الشِّعْرِ فِي النَّوْمِ فَحُفِظَ
48- عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ قَائِلًا يُنْشِدُنِي شِعْرًا
فَحَفِظْتُهُ:
قَصْرٌ فِي الْخُلْدِ
مِنْ لُؤْلُؤٍ ... لِعَبْدٍ بِدُنْيَاهُ لَمْ يَرْتَفِعْ» [حسن]
49- عَنْ مَسْمَعِ
بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: قَالَتْ لِي رَابِعَةُ، رَحِمَهَا اللَّهُ تَعَالَى: «اعْتَلَلْتُ
عِلَّةً مَنَعَتْنِي عَنِ التَّهَجُّدِ، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ قَائِلًا
يَقُولُ:
[البحر
الطويل]
صَلَاتُكِ نُورٌ
وَالْعِبَادُ رُقُودُ ... وَنَوْمُكِ ضِدٌّ لِلصَّلَاةِ عَمِيدُ
وَعُمْرُكِ غَنْمٌ
إِنْ عَقَلْتِ وَمُهْلَةٌ ... يَسِيرُ وَيَفْنَى دَائِبٌ وَيُبِيدُ
ثُمَّ غَابَ مِنْ
بَيْنِ عَيْنَيَّ وَاسْتَيْقَظْتُ بِنِدَاءِ الْفَجْرِ» [صحيح]
50- عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ مِرَارٍ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ: «تُوُفِي ابْنِي مُحَمَّدٌ فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ،
فَقُلْتُ: مَا زِلْتُ أَعْرِفُكَ مُسْرِفًا، كُنْتَ تَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ:
[البحر
الطويل]
أَيَا رَبِّ إِنْ
تَغْفِرْ فَإِنَّكَ أَهْلُهُ ... وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَإِنِّي مُجْزَهُ
قَالَ: فَقَالَ لِي
شَيْخٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ هُوَ أَفْقَهُ مِنْكَ» [حسن]
51- عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ،
قَالَ: «تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةً فَعَاهَدَ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: أَيُّهُمَا
مَاتَ لَا يَتَزَوَّجُ الْآخَرُ بَعْدَهُ، فَمَاتَ الرَّجُلُ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ
الْمَرْأَةِ أَتَاهَا النِّسَاءُ فَلَمْ يَزَلْنَ بِهَا حَتَّى تَزَوَّجَتْ فَلَمَّا
كَانَ لَيْلَةُ بِنَائِهَا فَإِذَا هِيَ بِآخِذٍ قَدْ أَخَذَ عِضَادَتَيِ الْبَابِ
فَقَالَ: مَا أَسْرَعَ مَا نَسِيتِ يَا رَبَابُ ثُمَّ قَالَ:
[البحر
البسيط]
حَيَّيْتُ سَاكِنَ
هَذَا الدَّارِ كُلَّهُمْ ... إِلَّا الرَّبَابَ فَإِنِّي لَا أُحَيِّيهَا
أَمْسَتْ عَرُوسًا
وَأَمْسَى مَنْزِلِي جَدَثًا ... إِنَّ الْقُبُورَ تُوَارِي مَنْ يُوَافِيهَا
قَالَ: فَانْتَبَهَتْ
فَزِعًا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ رَأْسِي وَرَأْسُكَ أَبَدًا، فَخَالَعَتْ
زَوْجَهَا» [حسن]
52- عَنْ مُرَجًّى
بْنِ وَدَاعٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ: «كُنْتُ أَشْتَهِي الْمَوْتَ وَأَتَمَّناهُ
فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ: يَا عَطَاءُ أَتَتَمَنَّى الْمَوْتَ؟ فَقُلْتُ:
إِنَّ ذَاكَ، قَالَ: فَتَقَلَّبَ فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَالَ: لَوْ عَرَفْتَ شِدَّةَ
الْمَوْتِ وَكَرْبَهُ حَتَّى يُخَالِطَ قَلْبَكَ مَعْرِفَتُهُ لَطَارَ نَوْمُكَ أَيَّامَ
حَيَاتِكَ وَلَذَهَلَ عَقْلُكَ حَتَّى تَمْشِيَ فِي النَّاسِ وَالِهًا، قَالَ عَطَاءٌ:
طُوبَى لِمَنْ نَفَعَهُ عَيْشُهُ، فَكَانَ طُولُ عُمْرِهِ زِيَادَةً فِي عَمَلِهِ،
مَا أَرَى عَطَاءً كَذَلِكَ، ثُمَّ بَكَى» [إسناده لا بأس
به]
53- عَنْ مَخْلَدِ
بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ جِنَازَةً بَيْنَ يَدَيْهَا جِوَارٍ
طُوَالٌ وَهُنَّ يَقُلْنَ:
[البحر
البسيط]
أَصْبَحْتُمْ جُزُرًا
لِلْمَوْتِ يَأْخُذْكُمْ ... كَمَا الْبَهَائِمُ فِي الدُّنْيَا لَكُمْ جُزُرُ » [حسن]
اتَّخَذَ الْحِجَارَةَ شُهَدَاءَ لَهُ
54- عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: «كَانَ رَجُلٌ بِالْبَادِيَةِ قَدِ اتَّخَذَ
مَسْجِدًا وَجَعَلَ فِي قِبْلَتِهِ سَبْعَةَ أَحْجَارٍ فَكَانَ إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ
قَالَ: يَا أَحْجَارُ أُشْهِدُكُمْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: فَمَرِضَ
الرَّجُلُ فَعُرِجَ بِرُوحِهِ. قَالَ: فَرَأَيْتُ فِي مَنَامِي أَنَّهُ أُمِرَ بِي
إِلَى النَّارِ فَرَأَيْتُ حَجَرًا مِنْ تِلْكِ الْحِجَارَةِ أَعْرِفُهُ قَدْ عَظُمَ
فَسَدَّ عَنِّي بَابَ جَهَنَّمَ. قَالَ: ثُمَّ أَتَى إِلَى الْبَابِ الْآخَرِ فَإِذَا
حُجْرٌ مِنْ تِلْكِ الْأَحْجَارِ أَعْرِفُهُ بِعَيْنِهِ قَدْ عَظُمَ فَسَدَّ عَنِّي
بَابًا مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ. قَالَ: حَتَّى سَدَّ عَنِّي بَقِيَّةُ الْأَحْجَارِ
أَبْوَابَ جَهَنَّمَ» [حسن]
نَوًى تُسَبِّحُ اللَّهَ
55- عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: «كَانَتِ امْرَأَةٌ مُتَعَبِّدَةٌ لَهَا نَوًى تُسَبِّحُ
اللَّهَ تَعَالَى بِهِنَّ، فَرَأَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي مَنَامِهَا كَأَنَّ ذَلِكَ
النَّوَى قَائِمٌ عَلَى سُوقِهِ ثَلَاثَ صُفُوفٍ: الصَّفُّ الْأَوَّلُ يَقُولُ: سُبْحَانَ
اللَّهِ دَائِمٌ الثَّبَاتِ، وَالثَّانِي يَقُولُ: سُبْحَانَ مُخْرِجِ النَّبَاتِ،
وَالثَّالِثُ يَقُولُ: سُبْحَانَ مُحْيِي الْأَمْوَاتِ» [حسن]
الخَوَارِجُ فِي المَنَامِ
56- عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ
عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ السَّمَاءَ انْفَرَجَتْ
فَاطَّلَعَ مِنْهَا رَجُلٌ فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مَلَكٌ، قُلْتُ: أَسْأَلُكَ
عَنْ شَيْءٍ، قَالَ: سَلْ عَمَّ شِئْتَ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ الْجَمَلِ؟
قَالَ: فِئَتَانِ مُؤْمِنَتَانِ اقْتَتَلُوا، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ صِفِّينَ؟
قَالَ: فِئَتَانِ مُؤْمِنَتَانِ اقْتَتَلُوا، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ؟
قَالَ: خَلَعُوا إِمَامَهُمْ وَنَكَثُوا بَيْعَتَهُمْ فَلَقُوا تَرَحًا» [حسن]
مَنَامُ صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ
57- قَالَ حُمَيْدُ
بْنُ هِلَالٍ: «خَرَجَ صِلَةُ فِي جَيْشٍ مَعَهُ ابْنُهُ وَأَعْرَابِيٌّ مِنَ الْحَيِّ.
قَالَ: فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: رَأَيْتُكَ يَا أَبَا الصَّهْبَاءِ فِي النَّوْمِ
كَأَنَّكَ أَتَيْتَ عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ فَأَصَبْتَ مِنْ تَحْتِهَا ثَلَاثَ شَهْدَاتٍ
فَأَعْطَيْتَنِي وَاحِدَةً وَأَمْسَكَتَ اثْنَتَيْنِ، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي أَلَّا
تَكُونَ قَاسَمْتَنِي. قَالَ: فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَقَالَ صِلَةُ: تَقَدَّمْ، قَالَ:
فَقِيلَ: فَقُتِلَ صِلَةُ وَقُتِلَ الْأَعْرَابِيُّ» [حسن]
أَبُو لَهَبٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فِي الْمَنَامِ
58- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: «رَأَى
أَبَا لَهَبِ بَعْضُ أَهْلِهِ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَكُمْ رَاحَةً
غَيْرَ فِي هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى النُّقْرَةِ الَّتِي فَوْقَ الْإِبْهَامِ بِعَتَقَيْ
ثُوَيْبَةَ، وَكَانَتْ أَرْضَعَتِ ﷺ وَأَبَا سَلَمَةَ»
[حسن]
قَائِمٌ يُصَلِّي وَإِلَى جَنْبِهِ غُدْوَةٌ
59- عَنْ هَدَّابٍ،
قَالَ: «دَخَلَ عَلَيَّ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، فِي دَارِي هَذِهِ، فَقُلْتُ
لَهُ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ كَأَنَّهُ قَائِمٌ يُصَلِّي وَإِلَى جَنْبِهِ غُدْوَةٌ،
فَفَزِعَ فَزْعَةً، وَقَالَ: وَيْحَكَ يَا هَدَّابُ لَعَلِّي أَنَا هُوَ، فَقُلْتُ:
لَا، فَقَالُ: هَذَا رَجُلٌ صَاحَبَ [...] شَيْئًا مِنَ الْحَرَامِ»
[حسن]
إِذَا اقْتَتَلَ أَهْلُ الْإِسْلَامِ فَلَيْسُوا بِشُهَدَاءَ
60- عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «رَأَيْتُ كَثِيرَ بْنَ أَفْلَحَ فِي النَّوْمِ فَعَرَفْتُ أَنَّهَا
رُؤْيَا، وَأَنَّهُ قَدْ قُتِلَ وَرَأَيْتُهُ يَمْشِي مُوَلِّيًا فَكَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَهُ
بِكُنْيَتِهِ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، فَيَظُنُّ أَهْلُنَا أَنَّمَا أَدْعُو
الْهُذَيْلَ فَيُوقِظُونَهُ، فَقُلْتُ: يَا كَثِيرُ، فَأَقْبَلَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ:
أَلَسْتَ قَدْ قُتِلْتَ؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: فَكَيْفَ أَنْتُمْ؟ قَالَ: نَحْنُ بِخَيْرٍ،
قُلْتُ: أَنْتُمُ الشُّهَدَاءُ؟ قَالَ: لَا، إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا اقْتَتَلُوا
بَيْنَهُمْ فَلَيْسَ قَتْلَاهُمْ بَيْنَهُمْ شُهَدَاءُ وَلَكِنْ نَحْنُ النُّدَمَاءُ،
قُلْتُ: هَلْ عَلِمْتُمْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟ قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا قَدْ عَلِمَ
أَيْنَ هُوَ، قُلْتُ: فَكَيْفَ حَالِكُمْ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ» [حسن والأثر صحيح رواه ابن السعد]
الثَّوْرِيُّ فِي المَنَامِ
61- عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: «رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي الْمَنَامِ فِي ثِيَابٍ حَمْرَاءَ
وَصَفْرَاءَ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟ فَدَيْتُكَ، قَالَ: أَنَا مَعَ السَّفَرَةِ،
قُلْتُ: وَمَا السَّفَرَةُ؟ قَالَ: الْكِرَامُ الْبَرَرَةُ» [حسن]
62- عَنْ أَبِي أُسَامَةَ،
قَالَ: «كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ حِينَ مَاتَ سُفْيَانُ، فَلَقِيتُ يَزِيدَ
بْنَ إِبْرَاهِيمَ، صَبِيحَةَ اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا سُفْيَانُ، فَقَالَ:
قِيلَ لِي اللَّيْلَةَ فِي مَنَامِي: مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ رَدًّا
عَلَى الَّذِي يَقُولُ: مَاتَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ؟ قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: فَقُلْتُ
لَهُ: وَقَدْ مَاتَ سُفْيَانُ اللَّيْلَةَ، وَلَمْ يَكُنْ يَزِيدُ عَلِمَ» [صحيح]
63- قَالَ أَبُو
سَعِيدٍ [الْأَشَجُّ]: «رَأَيْتُ سَعْدَ
بْنَ الْعَلَاءِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ بَعْدَمَا مَاتَ،
فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْعَلَاءِ مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ
فِيهَا [...]([2]) ثَمَّ
إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ» [صحيح]
مَنْ يَتَعَمَّدُ النُّقْصَانَ فَهُوَ فِي نُقْصَانٍ
64- قَالَ إِسْمَاعِيلُ
بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ التَّابِعِينَ رَأَى النَّبِيَّ ﷺ فِي النَّوْمِ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ عِظْنِي، قَالَ: نَعَمْ، مَنْ يَتَعَمَّدِ النُّقْصَانَ فَهُوَ
فِي نُقْصَانٍ، وَمَنْ كَانَ فِي نُقْصَانٍ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ» [حسن إن كان إسماعيل هو المترجم له]
اللَّهُمَّ اسْتُرْنَا بِالْغِنَى
65- عَنْ جَرِيرِ
بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ أَسْمَاءَ بْنَ عُبَيْدٍ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ:
مَا صَنَعْتُمْ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ اسْتُرْنَا بِالْغِنَى وَالْعَافِيَةِ، وَكَانَتْ
دَعْوَةً مِنْهُ» [صحيح]
66- عَنْ جَرِيرِ
بْنِ حَازِمٍ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ ﷺ فِي الْمَنَامِ مُسْنِدًا
إِلَى جِذْعِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ [ابْنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ ] وَهُوَ يَقُولُ:
هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِوَلَدِي» [حسن]
نَرْجُو أَعْمَالَكُمْ
67- عَنِ الْحَسَنِ،
أَنَّ رَجُلًا رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقَالَ الْحَيُّ لِلْمَيِّتِ: أَيُّ
شَيْءٍ وَجَدْتُمْ أَفْضَلَ؟ قَالَ: الْقُرْآنُ قَالَ: أَيُّ الْقُرْآنِ وَجَدْتُمْ
أَفْضَلَ؟ قَالَ: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] قَالَ: مَا تَرْجُو لَنَا مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ:
نَرْجُو أَعْمَالَكُمْ، إِنَّكُمْ تَعْمَلُونَ وَلَا تَعْلَمُونَ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ
وَلَا نَعْمَلُ» [حسن]
68- عَنْ ثَابِتٍ
[البُنَانِي]، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْغِنَى كَانَ يَنْحَلُ، فَعَرَضَ لَهُ سَائِلٌ
فَأَمَرَ لَهُ بِكَبْشٍ، قَالَ: فَأَخَذَتْهُ عَيْنُهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَقْبَلْتُ
إِلَيْهِ مَاشِيَةً، فَقَامَ ذَلِكَ الْكَبْشُ حَتَّى رَدَّهَا عَنْهُ فَاسْتَيْقَظَ،
قَالَ: أَيْمُ اللَّهِ إِنْ أَصْبَحْتُ لَأُكْثِرَنَّ إِخْوَانَكَ» [إسناده محتمل التحسين]
مِنْ رُؤْيَا وَمَنَامَاتِ السَّلَفِ الصَّالِحِ
69- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَبِيبٍ الْأَبْرَارِيُّ فِي
النَّوْمِ، كَأَنَّ عَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ وَهُوَ فِي حَالٍ حَسَنَةٍ، فَقُلْتُ:
مَا فُعِلَ بِكَ؟ وَمَا حَالُكَ؟ وَكَيْفَ رَأَيْتَ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا؟ قَالَ: فَكَأَنَّهُ
أَجَابَنِي عَنْ آخِرِ كَلَامٍ، فَقَالَ: لَقَدْ نَفَضْنَا التُّرَابَ عَنْ أَكْفَانِي
قَالَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهُ رَاعَتْهُمَا بِهِ، وَلَكِنِّي هَاهُنَا، وَأَشَارَ
إِلَى نَاحِيَةٍ، قَالَ: فَكَأَنِّي أَخَذْتُ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ الَّتِي أَشَارَ
فَإِذَا غُدُرُهُ فِي مَوَاضِعٍ، وَانْتَبَهْتُ فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ التَّقَرُّبَ مِنَ
السُّلْطَانِ» [صحيح]
70- عَنْ أَبِي حَفْصٍ،
قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي النَّوْمِ وَهُوَ
يُعَاتِبُنِي فِي شَيْءٍ، وَقَالَ لِأَبِي مَرْوَانَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ بَزِيعٍ:
الْزَمْ مَا نَفَعَكَ، قَالَ: فَأَخْبَرْتُ أَبَا مَرْوَانَ بِمَا رَأَيْتُ،
فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الرَّجُلِ إِذَا كَانَ أَحْمَقَ يُقَالُ لَهُ: الْزَمْ
مَا يَنْفَعُكَ» [صحيح]
71- قَالَ نَصْرُ
بْنُ عَلِيٍّ: «رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ بَعْدَمَا مَاتَ فِي النَّوْمِ
فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي، قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: بِالصَّلَاةِ»
[صحيح]
72- قَالَ يَعْقُوبُ
بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ: «قَالَ لِي قَائِلٌ فِي مَنَامِي: رَاقِبِ اللَّهَ مُرَاقَبَةَ
مَنْ سَمِعَ الزَّجْرَ وَانْتَفَعَ بِالتَّحْذِيرِ» [صحيح]
[تمت بحمد الله]
Komentar
Posting Komentar